اعلان اول الصفحة

header ads

عفاف حسين الخطيب

لحظة مؤاتية للانتقامِ

_ِدمشق
_الواحد والثلاثون من كانونِ الأول
_الثانيةَ عَشرة مابعد منتصف الليل 
أمّا بَعد فَلا حاجة للسلامِ
دعكَ من نرَقِ المقدمات وكن صاغياً فأنا أعلمُ بأننّي مَهما مَهدتُ إليكَ من طرقٍ مرتاء كي تَفهم لن أنجحْ
دَعنا نعود كَي لا أنسى لماذا أَكتبُ إِليك،وإن أنسَ لا أنسَى تلِكَ الليلة الحالكة،يومَ طَمرتني بِحنانك الفاسد الصّالح لجميع الفتيات، مَا َراودني أنني َسأكون َضحية من جديد في ذاك الصراع القاتل بين غباءي ومصل الحقائق،ُروحي التي وَأدتها في مَقبرة خَبثك لمْ تعد تَأباك بوصفك حُلمٍ ُمرعبٍ لها
أتدري؟! كانت الحياة بدونك أسهل ممّا تخيلت صعوبتها،ظَننتُ أنني سأفنى والويل لي نسيتُ أنَّ بعدَ الظَّنِ إثمٌ 
اليوم وجِئتُكَ أُعلِنُ استسلامي للأشهر الثانية عَشر التي مرت،مُحاولةً منح ذاتي ماتبقى منها كخطوة أولى من تسديد ديني عليّ فأنت تعرف بأنني مديونةً لنفسي بملح العِشرةُ الذي  نسيْتَهُ ولَستُ بجبل باستطاعته حَمل هذا الدَيْن 
أتخالُ أنني أكتِبُ إليكَ بخيبة؟! نعم؛صَدقت فأنا لا أملكُ إصبعاً واحداً فوقَ العشرين كي أعضهُ ندماً،يكفيني ما سَددتهُ من الأيام ذات النهار فقط جزاء تلك العلاقة الفاشلة،لكنْ وإياك أن تَزعَم بأنني مازلتُ أنا
ضَوضاء جُنوني حَجبتْهُ سَتائر خِيانتك،وماعادت عضلاتُ قلبي تخبطُ نفسها في جدرانِ قَفصها حينما تَراك ،حتى وأنّ مُنعكاساتي البَصرية مُعطلة،لا يمكنها الالتفات كي تَبتلع الطريق وهي ترمقُكَ كما اعتدتَ،تجاوزت نفسي بكَ،سأكونُ قادرة على العيشِ بدونكَ فأنتَ لستَ الواحد والعشرين من هواءِ هذا الكوكب
وتذكرني دائماً مازِلتُ على وَعدي َسأجلبُ ولداً يصطادُ بابنتكَ ويَرمي بها في سوقِ ماضيكَ الأَسود،فلا تكُن في عجلةٍ من بؤسِ الانتظار لِمعرفة المصير، هناك المزيد من البؤس الممض ينتَظركَ
أتذكُر؟! حينما عَلمتني الانتقام،قُلْت لي أن الحياةَ تنفّرُ من الضعيف الجبان ،لكنّك حقاً كُنتَ جَبان فلَم تعلمني ممّن أنتقم ولهذا ستكونَ المحاولة الثانية منك بوصفكَ تجُربتي الأولى التي باءَت بالفشلِ
لاتقلَق إنّي أدقُ ساعتي رغماً عنها ،ألفَ لعنةٍ تمرُ عليها في كل صباحٍ،تلك الساعة التي جمعتني بكَ وماكُنتَ غير عقاربها الثلاث.
آخراً...
لاحاجة لذكرِ اسمي،ضميرك المَيت سيعود بكَ إليه حتماً
السلام لقلبي والعذاب عليك.
عفاف حسين الخطيب.

إرسال تعليق

0 تعليقات